بقلم / الباحثة ميادة عبدالعال
الفن الشعبي هو خليط من الفنون النفعية التي نحتاج إليها في حياتنا اليومية، وجميع القيم الجمالية التي تميز العمل الفني الإبداعي.فعلى مدار عشرات السنين كان يوجد لاعب البيانولا، الأراجوز، صاحب الربابة، المسحراتي، القرداتي، الأرغول، فن الواو، فرقة حسب الله، وأصحاب السير الشعبية، والتوشيح الدينيه.
وغيرها من الفنون التي كانت تجوب شوارع المدن والقرى، التي قل وجودها بشكل كبير في الشارع المصري, يرصد أهم الفنون التي ميزت الشارع المصري، واختفت بعد فترة.فنون من التراث المصري.. اختفت في ظروف غامضة
ربما لا يعرف هذا الجيل عن “البيانولا”، ولكنهم بالطبع سمعوا عنها من أجدادهم أو آبائهم،
البيانولا لها عدة مسميات، أطلق عليها “صندوق الدنيا”، وهي كلمة مِن التراث الشعبي المصري، تطلق على جهاز “كنتوسكوب”، يدوية الصنع والتشغيل، عبارة عن صندوق خشبي في شبه وحجم دولاب صغير، لونه أسود، ومرسوم عليه رسومات شخصيات كرتونية وزخارف خشبية.
يوجد على جانبه الأيمن “مانفيلا”، عصا لتدوير الصور داخل الصندوق بشكل يدوي، وعلى الجانب الأيسر يوجد رافع لتشغيل الموسيقي، ويتم تشتغيل قطع موسيقية مسجلة على شريط من الورق، تبعا للنوتة الموسيقية، وكانت الأشرطة الورقية تتغير حسب كل نوتة، أي كل شريط ورقي قطعة موسيقيه مختلفة , بيانولا هي أكثر فنون الشارع التي اختفت، ربما بسبب التطور التكنولوجي، لكن تظل شاهدة على جمال وبساطة كل ما مضى.وكان الفنان الشعبي هو التيار الصحي الذي تحتفظ الجماهير العريضة من خلاله بضميرها الفني، وحسها الجمالي، وبخاصة عندما تضعف الدولة وتنحسر عنها قدراتها الإبداعية في فنون الحاكمين. وفي هذه الفترات تقل سطوة التقاليد الفنية الرسمية وتزداد طلاقة الفنون التي تقترب من الفنون الشعبية.
وقد كان الفن الشعبي طوال العصور يسير جنباً إلى جنب مع الفن الرسمي، والتراث العربي غني بالفنون الشعبية، في الأدب والغناء والموسيقى والفنون التشكيلية والزخرفية.
هذه الفنون تكشف عن قدرات ومهارات الفنان الشعبي الذي ينفذها في يسر وبساطة.
ودائمًا نرى الفن الشعبي يتجه إلى الاعتزاز بالبطولة وتمجيدها، واعتبار أبطال القصص الشعبي هم المثل العليا لكل شاب، وقد كانت قصص “أبو زيد الهلالي” و”عنترة بن شداد” تمثل –دائمًا- كلٌّ منهما فارسًا يمتطي جواده وقد سلّ سيفه البتار.
كل ذلك من الفنون المتوارثة المنحدرة إلينا من آلاف السنين؛ وهي تعكس أشكالًا وموضوعات مستمدة من التراث أو من الأسطورة أو الحدوتة أو من ذكريات غامضة تسللت عبر سنوات طويلة منحدرة من جيل إلى جيل نعرفها وقد لا نعرف مدلولها.